في تاريخ الدوري المصري الممتاز، انسحب النادي الأهلي من عدة مباريات خلال مواسم مختلفة لأسباب متنوعة مثل الاعتراضات التحكيمية والسياسات التنظيمية وحتى الظروف الاستثنائية، وسيتناول هذا الموضوع في تفصيل شامل لكل حالة.

انسحاب الأهلي من لقاءات القمة مع الزمالك

يعتبر انسحاب الأهلي من مباريات القمة أمام الزمالك واحدة من أبرز الحوادث التي شهدها الدوري. أول انسحاب كان في موسم 1941 خلال الجولة الأخيرة للمسابقة بعد تأكد تتويج الزمالك بالبطولة، حيث قرر الأهلي عدم المشاركة في المباراة النهائية اعتراضاً على بعض الظروف التنظيمية والفنية آنذاك. وفي موسم 1966 انسحب الأهلي في الدقيقة 20 من مباراة القمة بسبب عدم احتساب هدف له، مما أشعل غضب الإدارة واللاعبين، وتسبب في إلغاء المباراة بطريقة دراماتيكية. أما في موسم 1972، فإن انسحاب الأهلي جاء على خلفية اعتراضه على قرارات التحكيم بعد طرد اثنين من لاعبيه، عادل هيكل ومحمد الصقر، حيث رفض استكمال المباراة مما أدى إلى إلغائها.

في مارس 2025، جاءت واقعة انسحاب الأهلي من مباراة القمة 130 في الدوري المصري عندما رفض الفريق خوض اللقاء دون وجود طاقم حكام أجانب كما طالب. الاتحاد المصري لكرة القدم أصّر على تعيين حكم مصري رغم مطالب الأهلي، مما أدى إلى عدم حضور الأهلي المباراة واعتبار الزمالك فائزا بنتيجة 3-0 مع خصم ثلاث نقاط من رصيد الأهلي وغرامات مالية محتملة، بالإضافة إلى تهديدات بالعقوبات التأديبية التي قد تصل إلى الهبوط والإيقاف لمدة عامين، وهو ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية.

انسحابات الأهلي من الدوري المصري لأسباب تنظيمية وأمنية

ليس انسحاب الأهلي محصوراً في مواجهة الزمالك فقط، فقد شهد تاريخ الدوري حالات انسحاب أخرى لأسباب تنظيمية وأمنية. في موسم 1955، انسحب الأهلي احتجاجاً على قرار الاتحاد بإعادة مباراة ضد الترام رغم فوزه بها، مما أدى في النهاية إلى إلغاء الدوري ذلك الموسم. وفي 1976، انسحب الأهلي مع فريق غزل المحلة بسبب اقتحام مشجعين مدرجات المباراة وأحداث شغب تسببت في إصابة لاعبي الأهلي، ما أدى لرفض استكمال المباريات من الطرفين لفترة مؤقتة.

في موسم 1988، انسحب الأهلي احتجاجاً على قرارات تحكيمية خلال مباراة ضد غزل المحلة بعدما تم إلغاء ركلة جزاء محتسبة له في اللحظات الأخيرة، وتم احتساب اللقاء لصالح المحلة، لكن بتدخل وزير الرياضة استمر الأهلي في المسابقة. كما رفض الأهلي خوض بعض المباريات في مواسم مثل 1982-1983 و1987-1988 لأسباب تنظيمية مثل ازدواجية الجدول أو عدم توازن في عدد المباريات المؤجلة، حيث تم تأجيل بعض اللقاءات واستكمالها لاحقًا.

انسحابات الأهلي في البطولات القارية والإقليمية

إلى جانب الدوري المحلي، شهد النادي الأهلي انسحابات في البطولات الأفريقية والعربية لأسباب استثنائية. في بطولة دوري أبطال إفريقيا 1981، انسحب الأهلي من نصف النهائي بسبب اغتيال الرئيس المصري محمد أنور السادات، مما أدى إلى تأجيل وترتيب مختلف في البطولة. وفي نسخة دوري أبطال العرب 2003-2004، قرر الأهلي الانسحاب رغم تأهله للدور التالي، بسبب الإصابات الكثيرة التي أثرت على قائمة الفريق مما منعه من إكمال المنافسة.

تأثير تلك الانسحابات ومواقف النادي

تلك الانسحابات كانت تعبيرًا عن احتجاج الأهلي على قضايا تحكيمية وتنظيمية وأحيانًا سياسية. وفي الغالب، كان الهدف منها لفت الأنظار إلى مشاكل في منظومة كرة القدم المصرية، خاصة في الجوانب المتعلقة بالتحكيم وتأثيره على نتائج المباريات. كما أظهرت هذه الوقائع مقدار التحديات التي واجهت النادي الذي يعد أحد أعمدة الكرة المصرية، مما جعله يتصرف بحزم في مواجهة ما رآه مظالم أو قرارات غير عادلة.

بهذا تكون انسحابات الأهلي من الدوري المصري - رغم ندرتها نسبياً مقارنة بعدد المواسم التي شارك فيها - أحداث بارزة في تاريخ المسابقة تعكس الصراعات والهواجس التي صاحبت المنافسات الكروية في مصر عبر العقود.

موقع متخصص في عرض ترتيب الأهلي في الدوري المصري، مع تحديثات مستمرة لآخر النقاط، الإحصائيات، والمباريات. وجهتك الأولى لمتابعة أداء الأهلي لحظة بلحظة!

هذا الموقع يجمع فقط المقالات ذات الصلة. لعرض النسخة الأصلية، يرجى نسخ وفتح الرابط التالي:انسحاب الأهلي من الدوري المصري: تفاصيل وأسباب مثيرة